[ Inscrivez-vous ]
12 Mai 2019
ما تزال الحرب الدائرة في طرابلس تستأثر للأسبوع الخامس على التوالي بحيز هام من تغطيات الصحف في ليبيا، مع استمرار تخوفات بلدان الجوار إزاء تواصل الاشتباكات المسلحة التي قد تكون لها تداعيات كبيرة على الإقليم.
وسلطت الصحف الليبية الضوء كذلك على الدعوات المتزايدة على الصعيد الدولي لوقف إطلاق النار بهدف التخفيف من معاناة المدنيين المتضررين بشكل مباشر من الصراع.
وشكلت انعكاسات هذه الحرب على المعاش اليومي للمواطنين، بما يشمل اشتداد أزمة السيولة النقدية في المصارف -ما يزيد واقع الليبيين تعقيدا- جملة من المواضيع التي استحوذت على اهتمام الصحف الليبية هذا الأسبوع.
وكتبت صحيفة "الوسط" مقالا بعنوان "تزايد قلق بلدان الجوار إزاء استمرار الحرب في طرابلس" تقول إن تخوف التونسيين حيال تواصل الحرب في طرابلس زاد حدة الأسبوع الماضي، إثر التحذير الذي وجهه الرئيس التونسي باجي قائد السبسي بلهجة واضحة، من المعارك المحتدمة في ليبيا، بينما دعا وزير الخارجية خميس الجهيناوي إلى التعجيل باستئناف العملية السياسية.
وذكرت الصحيفة أن اهتمام بلدان جوار ليبيا، سيما تونس والجزائر، ما انفك يتزايد بالتطورات العسكرية الحاصلة في الضاحية الجنوبية للعاصمة طرابلس، خاصة من خلال الاتصالات مع فاعلين دوليين مؤثرين معنيين بالملف الليبي والقيام بزيارات.
وأفادت الصحيفة أن "تونس ستنظم خلال الأيام المقبلة اجتماعا لبلدان الجوار الليبي بهدف التخفيف من انعكاسات الأزمة"، ملاحظة أن المراقبين يعلقون آمالا كبيرة على قدرة البلدان المجاورة على إيجاد صيغة لإنهاء الحرب وجمع الفرقاء الليبيين".
وأوضحت "الوسط" أن "بلدان جوار ليبيا تسعى لإحياء العملية السياسية المعطلة، من خلال المساعدة على إنهاء الحرب والمضي نحو الانتخابات، مثلما يتضح ذلك في تصريحات وزارتي الخارجية التونسية والجزائرية إثر محادثات مع الجانب الإيطالي".
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من تباين وجهات نظر الفاعلين الإقليميين وبلدان الجوار حول مقاربات الحل، فإن الجميع متفقون على ضرورة تفادي أي تصعيد عسكري وانتهاج السبل السياسية التي تقود إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، ثم تبني دستور دائم للبلاد، طبقا لخطة الأمم المتحدة في هذا الخصوص".
وفي تطرقها لتداعيات هذه الحرب على المواطنين، اهتمت "بوابة إفريقيا الإخبارية" من جانبها بأزمة السيولة النقدية، موضحة أنه منذ مطلع سنة 2014 "أدت الأزمة إلى نقص للسيولة النقدية في القطاع المصرفي الليبي، ما دفع الليبيين للجوء إلى عدة وسائل للحصول على المال بعد عجز الدولة عن توفير السيولة المالية في المصارف التي اضطرت لشراء السلع أو العملات الصعبة بأسعار أعلى من قيمتها الحقيقية قبل إعادة بيعها بسعر أقل".
وكتبت الصحيفة تقول "لقد أدت الأزمة إلى شلل الاقتصاد، وفقد المواطنون والتجار ثقتهم في القطاع المصرفي، محتفظين بأموالهم خارج المصارف. وتحولت أسواق بيع العملة إلى مصارف موازية للمصارف التجارية في وقت لم تتخذ فيه الدولة أي إجراء لإعادة ثقة المواطنين في القطاع المصرفي بهدف إيداع أموالهم فيها"، مبرزة مع ذلك أن النقد الأجنبي كان يباع في المصارف بسعر أقل من السعر المطبق في السوق السوداء.
وأشارت البوابة الإلكترونية إلى القرار الذي اتخذه المجلس الرئاسي بفرض رسم قدره 183 في المائة على عمليات بيع العملة، ما سمح بفرملة انهيار قيمة الدينار.
وفي تعليقها على الاشتباكات المسلحة، ذكرت صحيفة "الوسط" من جهتها أنه بينما دخلت حرب العاصمة طرابلس أسبوعها السادس واستمرت حصيلة الخسائر البشرية والمادية في الارتفاع، فقد سجلت الأزمة تطورا نوعيا على الصعيد الدولي تجلى من خلال الزيارة الأولى لرئيس المجلس الرئاسي فائز السراج إلى الخارج منذ بدء الحرب، في إطار جولة ضمت عدة عواصم أوروبية، متمثلة في روما وبرلين وباريس ولندن.
وذكرت الصحيفة الأسبوعية التي تصدر في العاصمة المصرية القاهرة أن الجولة قد تشمل كذلك موسكو وبروكسل، ملاحظة نقلا عن بعض المصادر أن هذه الجولة أبانت حتى الآن عن مؤشرات تأييد دولي لوقف إطلاق النار، مثلما جاء في بيان الرئاسة الفرنسية، تلاه الموقف الأمريكي الذي عبر عنه مندوب الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء، عندما دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في طرابلس والعودة إلى خطة الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية.
وذكرت الصحيفة في مقال بعنوان "جمود على الميدان وبروز للمطالبة بوقف إطلاق النار" أن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا طالبت بهدنة إنسانية لمدة أسبوع خلال رمضان، في سياق استمرار الاشتباكات بين القوات المسلحة التابعة للقيادة العامة وقوات حكومة الوفاق الوطني.
وجاء التعبير عن هذا الطلب في وقت تواصلت فيه المعارك بدون توقف، مسفرة عن 454 قتيل و2154 جريح منذ اندلاع الحرب في طرابلس يوم 04 أبريل، بحسب ما أفادت به منظمة الصحة العالمية التي لاحظت أن الحرب في العاصمة الليبية أجبرت كذلك أكثر من 60000 شخص على النزوح عن ديارهم.
وخلصت الصحيفة إلى القول "في غياب مؤشرات على المستوى المحلي تنبئ بإمكانية وقف الحرب أو حتى بالتوصل إلى هدنة مؤقتة، وفي غياب موقف دولي حاسم حتى الآن لإنهاء الحرب في العاصمة، وعدم وضوح الرؤية حول المرحلة المقبلة بعد وقف إطلاق النار، فإن المعسكرين بصدد تعزيز مواقعهما في الميدان، تحسبا للمفاوضات بعد سكوت صوت الأسلحة".
يشار إلى أن القتال قد اندلع بين وحدات من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي اعلن يوم 4 ابريل الماضي حملة عسكرية للسيطرة على المنطقة الغربية للبلاد وعلى العاصمة طرابلس من جهة والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج المعترف بها دوليا من جهة اخرى.
2019 GABON /INFOSPLUSGABON/UBS/FIN
Infosplusgabon/Copyright©