[ Inscrivez-vous ]
05 Mai 2019
أجمعت الصحف التونسية، هذا الأسبوع، على أن المشهد السياسي في تونس باتت تسيطر عليه المشاحنات والتوترات والإنتقال من حزب إلى حزب، موضحة أن انخرام الوضع التنظيمي لهذه الأحزاب لا يؤهلها مطلقا للفوز بالإنتخابات وهو ما يجعلها أمام فرضيتين إما تصحيح المسار أو الإستعداد للهزيمة المتوقعة.
من جهتها، لاحظت صحيفة (الصباح) أن جملة من الأحداث السياسية الأخيرة كشفت عن حقيقة تتأكد بمرور الوقت مفادها غياب المناخ السياسي والإنتخابي السليم الكفيل باستكمال مسار الإنتقال الديمقراطي، معتبرة أن المسؤولية ملقاة على عاتق النخبة السياسية برمتها التي فشلت وأضحت جزءً من المشكل بترويج صورة عراكها وصراعاتها إلى الجمهور عوض الدفع باتجاه إيجاد الحلول لمشاكل التونسيين.
وتناولت جريدة (الصحافة اليوم) انسداد الأفق في المشهد السياسي، وقال كاتب الإفتتاحية محمد بوعود: إن هذا الوضع يولّد نوعا من الإختناق، ويجعل من كل الخطاب السياسي مجرّد حديث بلا طائل، بل إنه يكرّس الشكّ العام في الطبقة السياسية، لتصبح الإنتخابات في نظر المواطن مجرد مسرحية تبادل أدوار وتبديل وجوه، دون أن يتبدّل أي حال من أحواله وأحوال البلاد.
وبمناسبة الإحتفال باليوم العالمي للعمال، لاحظت الصحف التونسية أن الإطار العام الذي حلّ فيه هذا اليوم، هذا العام، ليس على ما يرام، مستحضرة صور الكارثة التي هزت الجميع نهاية الأسبوع المنقضي عندما حصدت شاحنات الموت 12 عاملة وعاملا في المجال الفلاحي، وفي غضون ذلك انهيار غير مسبوق في القدرة الشرائية وارتفاع جنوني للأسعار، ومماطلة وتسويف في تنفيذ التعهدات والإلتزامات الحكومية تجاه الجميع.
ونشرت جريدة (الصباح) نتائج مقياس الشأن السياسي لمؤسسة مختصة في سبر الآراء، كشفت عن تغييرات في مواقف التونسيين وتقييماتهم سواء فيما يتعلق بأداء رئيسيْ الدولة والحكومة أو فيما يتعلق بالقضايا الكبرى التي تواجهها البلاد، مشيرة إلى أن النتائج عكست تراجعا كبيرا في نسبة الرضا عن أداء رئيس الحكومة ناهزت 10 نقاط وكذلك تراجع شعبية رئيس الدولة بشكل لافت لتصل إلى أدنى مستوياتها.
وتطرقت افتتاحية صحيفة (المغرب) إلى استبعاد الإطارات العليا في الإدارة الّتي أُفرغت شيئا فشيئا حتى من الكفاءات الوسطى، وهنا يؤكد كاتب الإفتتاحية المنجي الغريبي أن بعض محترفي السياسة -القادرين على ملاعبة الثعابين- تمكنوا من أن "يتطهّروا"من ماضيهم ويصبحوا في الصفوف الأمامية للواجهة السياسية، في حين تمّ تجاهل الكفاءات، أو التنكيل ببعضهم، برغم التسليم بقدراتهم على الفعل الإيجابي في مواجهة الأزمات.
وعلقت صحيفة (الصباح) على خطاب رئيس الحكومة يوسف الشاهد، الذي ألقاه مؤخرا، مشيرة إلى أنه كشف عن التوجه العام للحزب الذي كوّنه وبدت عليه علامات الإقصاء وكثير من الغرور. كما كشف تضخما لـ"الأنا" لديه، ونواياه في مواصلة سياسة الإرتهان لدوائر الضغط المالية الدولية.
وتساءلت جريدة (الشروق) من جانبها، عن مستقبل الإسلام السياسي في تونس، مشيرة إلى أن العديد من الخبراء قد رجحوا أن ما يحدث على المستوى الإقليمي والدولي قابل للإسقاط داخليا حيث يعتبرون أن تونس ليست خارج دائرة التحولات الدولية، في إشارة واضحة إلى انكسار الإسلام السياسي في عديد المناطق، وإلى ما أذيع حول اعتزام الإدارة الأمريكية تصنيف جماعة "الإخوان المسلمين" تنظيما إرهابيا.
2019 GABON /INFOSPLUSGABON/URI/FIN
Infosplusgabon/Copyright©