Bannière

[ Inscrivez-vous ]

Newsletter, Alertes

مدنيون ومهاجرون عالقون في مصيدة الحرب على أبواب طرابلس

PDF

لا يزال ميدان المواجهات العسكرية في الضواحي الجنوبية والجنوبية الشرقية للعاصمة الليبية طرابلس يشهد عمليات كر وفر منذ الحملة العسكرية التي أطلقها قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر يوم 4 أبريل الجاري للسيطرة على طرابلس وعموم المنطقة الغربية حيث تتمركز حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا.

 

 

 

ومع دخول هذه الحملة العسكرية أسبوعها الرابع تمددت قوائم الخسائر البشرية في صفوف المدنيين الذين علقوا في مصائد الموت نتيجة استخدام الصواريخ والطيران الحربي فوق الأحياء المكتظة بالسكان بشكل عشوائي، ما جعل منظمات حقوق الإنسان الوطنية والدولية تحذر من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

 

واشتعلت مختلف الجبهات في الضواحي الجنوبية والجنوبية الشرقية للعاصمة طرابلس بعد يومين من الهدوء الحذر، مساء يوم الخميس حيث سُمع دوي انفجارات شديدة تردد صداها في أماكن مختلفة من وسط العاصمة وفي الأحياء السكنية القريبة من مركز المدينة. واستمر دوي الانفجارات بشكل متقطع طوال ليلة الخميس الجمعة وإلى ساعة متأخرة من الليلة الماضية.

 

وقال إبراهيم خليل (مهندس اتصالات مقيم في منطقة عين زارة) في اتصال هاتفي مع "بانابريس" اليوم السبت، " لقد عشنا يومي الخميس والجمعة حالة رعب شديدة. لقد كان دوي الإنفجارات يتردد في كل الإتجاهات. تجاوزنا الحديث عن ترويع الأطفال والنساء والشيوخ وبدأنا نبحث فقط عن حماية رؤوسنا. إننا نعيش في جحيم حقيقي".

 

وأضاف خليل "أستغرب تأكيد الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، العميد أحمد المسماري في كل مؤتمر صحفي أن قواته لا تستهدف المدنيين ولا أفهم لماذا تم إرسال تلك الأرتال التي صورها التلفزيون التابع لهم، بمئات السيارات رباعية الدفع المجهزة بمدافع مضادة للطائرات وعربات صواريح غراد والدبابات ومدافع الميدان وغيره من العتاد الحربي. هل جاءت لتلقي على المدنيين الورود أم أنها مزودة بقذائف صاروخية لا تصطاد إلا الميليشيات أو الرافضين للحرب على العاصمة"؟

 

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة في بيان على موقعها الإلكتروني أمس عن تسجيل 38 ألفًا و900 نازح جراء الاشتباكات التي تشهدها طرابلس منذ انطلاق ما بات يُعرف بـ "حرب العاصمة".

 

وقال شهود عيان وصلوا مساء أمس إلى بيت أحد أقربائهم يقيم في جنزور(الضاحية الغربية لطرابلس وهي منطقة لم تصلها الحرب حتى الآن) إنهم تركوا جنوب منطقة عين زارة حيث منزلهم في حالة أشبه بمدينة أشباح. لقد صمدنا لثلاثة أسابيع مع بعض الجيران ولكننا اضطررنا في النهاية إلى الفرار رغم إدراكنا بأنه سيتم نهب منزلنا وربما حرقه".

 

وعلق في مصيدة الحرب التي أطلقها القائد العام للجيش الليبي للسيطرة على طرابلس الآلاف من المهاجرين من الدول الأفريقية بينهم نساء وأطفال في مراكز الإحتجاز الواقعة جنوب العاصمة في منطقة قصر بن غشير تحديدا.

 

وقال إبراهيما عبد الله(19 عاما، مواطن من النيجر، فر من مركز إحتجاز للمهاجرين يوم الأربعاء الماضي) التقته "بانابريس" لدى أحد أقربائه الذي يعمل في مزرعة بالضاحية الغربية للعاصمة، " اعتقلت في شهر مارس في منطقة صلاح الدين مع الكثير من المواطنين من جنسيات مختلفة  في محطة بمنطقة صلاح الدين (وهي منطقة بها الكثير من ورش البناء على بعد 15 كلم جنوب طرابلس، يتجمع فيها المئات من العمال المهاجرين كل صباح في انتظار فرصة عمل)، وتم حجزنا في مركز قصر بن غشير تمهيدا لترحيلنا".

 

وأضاف عبد الله" بقينا خلال الأيام الثلاثة الأخيرة قبل فرارنا بدون أكل. تمكنت مع حوالي 10 من المهاجرين من الفرار عبر الأسوار ليلا ولجأت عند ابن عمي. لم أكن أعتزم الهجرة إلى أوروبا. أنا هنا لأعمل وأعود إلى النيجر. ولكن تم اعتقالي في حملة على المهاجرين".

 

وردا على سؤال هل سيعود إلى  النيجر الآن قال "لا أستطيع العودة. لأنني قد أستطيع من هنا إنقاذ أسرتي التي تعاني الفقر والجوع والأمراض في تاهوا (وسط النيجر)، خاصة بسبب الجفاف للعام الثالث على التوالي. لقد أرسلت قبل ثلاثة أشهر بعض الأموال لأسرتي. بالنسبة لي المشكل هو جحيم مركز الإحتجاز حيث الحياة صعبة جدا بل مستحيلة بسبب الاكتظاظ ونقص المياه والأكل، أما خارج المركز فالحياة سهلة. توجد كثير من فرص العمل هنا رغم الحرب. سأحاول أن أبحث عن عمل بالقرب من ابن عمي".

 

وتقدر بعض المنظمات المحلية في طرابلس -في غياب أية احصائيات رسمية- عدد المهاجرين المحتجزين اليوم ما بين 5 و8 آلاف محتجز في حين تؤكد مصادر أخرى أن أعدادهم تفوق الـ20 ألف، فيما يناهز عدد المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا المليون شخص، معظمهم من الدول الأفريقية.

 

وحول التطورات على الميدان، يلاحظ المراقبون أن 80 في المائة من الجبهات المفتوحة على طرابلس توجد الآن في مناطق قصر بن غشير، حيث مطار طرابلس الدولي، وصلاح الدين والخلة وعين زارة، وهي مناطق تتصل مباشرة بمدينة ترهونة (120 كلم جنوب طرابلس، وهي مدينة يسيطر عليها اللواء السابع المعروف محليا بميليشيات الكانيات نسبة إلى لقب قادتها، والذي شن هجوما على طرابلس في أغسطس من العام الماضي وانظم إلى القيادة العامة للجيش الليبي بعد أن كان يدين بالولاء لقوات حكومة الوفاق).

 

ويقول سكان محليون إن معظم القذائف التي تتساقط على منطقة عين زارة المكتظة بالسكان تأتي من المنطقة المعروفة بـ"الإستراحة الحمراء" (جنوب عين زارة) حيث تتمركز قوات اللواء السابع التي سلمت مدينة ترهونة إلى قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتصبح قاعدة إمداد استراتيجية للحملة العسكرية على طرابلس.

 

ومن جهة أخرى، رأى الكاتب الصحفي محمد الرحيبي، في اتصال هاتفي مع "

"بانابريس"، أن تصريح الناطقة باسم وزارة الدفاع الأميركية لشؤون شمال أفريقيا، تريش كانديس التي قالت فيه أمس "إن الهدف الأساسي الذي ينبغي تحقيقه في ليبيا يتمثل في القضاء على جميع المجموعات الإرهابية من أجل تمكين الليبيين من توحيد صفوفهم وبناء دولة ديمقراطية"، ألقى مزيدا من الضبابية والغموض على الموقف الأمريكي من الحملة العسكرية على طرابلس.

 

وأضاف الرحيبي مستغربا " ألم تنخرط الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب ضد الإرهاب في سرت حيث أقام تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي إمارة على البحر المتوسط، مع القوات التي يحاربها المشير خليفة حفتر اليوم على أبواب طرابلس".

 

وكانت كانديس أكدت الجمعة في تصريحات صحفية، أن "القوات المسلحة الأميركية ستدعم أية جهة تسهم في تحقيق ذلك، وإيجاد حل دبلوماسي طويل الأمد"، مشيرًا إلى أن ذلك ما ترعاه حاليًا وزارة الخارجية الأميركية".

 

ورفضت كانديس التعليق على مسار العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في محيط العاصمة طرابلس.

 

وعلق المقدم المتقاعد من قوات الحماية المدنية بطرابلس، عز الدين بوقرين، في تصريح لـ (بانابريس) اليوم، على فشل قوات المشير خليفة حفتر في اختراق جبهات الدفاع على طرابلس بعد ثلاثة أسابيع من بدء الحملة العسكرية حتى الآن، رغم استخدام كافة أنواع الأسلحة الصاروخية ومدفعية الميدان والطائرات الحربية، قائلا : أخشى أن المشير خليفة حفتر بعد  فشله في تحقيق الصدمة والمفاجأة رغم كثافة النيران، وفشله في الرهان على الإنتفاضة الشعبية من داخل طرابلس، سيلجأ إلى ترك الأوضاع تتعفن لخنق العاصمة وضواحيها"، غير أنه استبعد أن تكون الدول الداعمة لهذه الحملة العسكرية على استعداد لتحمل المسؤولية طويلا.

 

تجدر الإشارة إلى أنه مع دخول الحملة العسكرية على طرابلس أسبوعها الرابع تم تسجيل الكثير من المواقف السياسية والعسكرية التي قد تطيل - برأي المراقبين - أمد الأزمة الليبية المعقدة أصلا، منها زيارة مدير مكتب المشير خليفة حفتر، اللواء خيري التميمي إلى موسكو، واجتماعه في عمان مع مسؤولين أردنيين، ومطالبة الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي العميد أحمد المسماري الحكومة الإيطالية بإغلاق مستشفاها العسكري في مصراتة واتهامه روما بدعم قوات حكومة الوفاق.

 

وعلى الجانب الآخر، أكد وزير الداخلية الليبي فتحي باش آغا أمس على أن "المشير خليفة حفتر لن يكون له أي مكان في الخارطة العسكرية أو السياسية في مستقبل ليبيا"، وأشار إلى "هجوم واسع النطاق وشامل خلال ثلاثة أيام "لدحر قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وتكليف قوة كبيرة من خفر السواحل لحماية طرابلس من المتسللين عبر البحر، في إشارة على ما يبدو إلى الأنباء التي كشفت أمس عن تسليم فرنسا زوارق سريعة إلى قوات الجيش الليبي في ميناء رأس لانوف شرق البلاد.

 

ويرى مراقبون للشأن الليبي أن تحول الكثير من الأحياء المكتظة بالسكان إلى ميادين حرب بشتى أنواع الأسلحة وتدهور الوضع الإنساني للنازحين الذين يعدون بعشرات الآلاف خاصة مع اقتراب شهر رمضان، ودخول المهاجرين غير الشرعيين الذين علقوا في مراكز الإحتجاز على خط هذه الحملة العسكرية للسيطرة على طرابلس، وتعطيل الدراسة وتوقف كافة برامج التنمية الهشة، وتضارب المعلومات حول الوضع الميداني بسبب عمليات الكر والفر، قد يدفع المجتمع الدولي الذي لا يزال منقسما في مجلس الأمن بشأن "حرب العاصمة" إلى التحرك لمنع المزيد من سفك الدماء والعودة إلى المسار السياسي.

 

 

 

 

 

 

2019 GABON /INFOSPLUSGABON/URI/FIN

 

 

 

 

 

Infosplusgabon/Copyright©

Qui est en ligne!

Nous avons 4755 invités en ligne

Publicité

Liaisons Représentées:
Bannière
Bannière

Newsflash